ورُبَّ قتيلٍ.. لكنه لم يمُت!
د. أسماء الشهاري
ليست قصةً من نسج الخيال.. وَليست وهماً وليست مجرد أقوال..
بل هو الحق الأبلج وَهي الشمس تبدد دياجي الضلال..
من ذا الذي يقدر أن يُغطي بيده نورَ الشمس.. أَوْ يمنع الفجر أن يبزغ مُعلِناً بدايةَ عهدٍ جديد..
عهدٌ خُط بالدماء.. وَكُلِّلَ بالتضحيات.. وَتُوّج بالبطولات..
و لكنها لم تكن أي بطولات وَلا أي تضحيات كالدماء التي روتها وَالتي لم تكن أي دماء بل كانت نهراً مُتدفِّقاً من الحب وَالعطاء..
عندما كان الظلام هو السائد وَالزيف هو الرائد.. كان لا بد من معجزة تزيل جميع المفاسد.. وَتأخذ بأيدي الناس من جديد لتبعث في أنفسهم فجر عهدٍ جديد..
نعم هي معجزة.. معجزة بكل المقاييس تلك التي استطاعت أن تنقذ الناس وَتنتشلهم من غياهب الضياع وَمسالك الردى لتعودَ بهم إِلَـى الطريقة المثلى التي أرادها لهم خالقهم وَالتي لأجلها بَعَثَ فيهم خيرَ خلقه وَرسله بخير وحيه وَكُتبه..
في وقتٍ قياسي استطاع أن يجمع حولَ كتاب الله وَهديه القلوب.. وَأن يأسر بغزير فهمه وَمعرفته الألباب..
أحبه الناس.. عرفوا صدقَه وَاستشفوا ما لديه.. وَعشقوا ثورةَ الحق التي تتفجَّرُ بين يديه..
الحقّ القادم للإنْسَـانية ليتداركها من المهالك وَيسوق لها الخير في كُلّ المسالك..
كانت همته عالية فاقت قمم الجبال الشاهقات وَعانقت سحب السماء العاليات..
كان هماً بحجم الأُمَّـــة وَمسئوليةً بحجم البشرية.. مُنطلِقاً في ذلك من الاستغراقِ في كتاب الله ارتباطاً وَفهماً وَإبحاراً في معانيه العظيمة وَمفاهيمه الواسعة وَالتي ربطها بواقع الأُمَّـــة وَأسقطها على معاناتها موجداً بذلك الحلول لكل مشاكلها وَالمخرج من كُلّ مآزقها..
فكيف لروح عظيمة كهذه قد اتسعت لتشمل البشرية جمعاء أن تفنى أَوْ تموت.. بل على العكس في كُلّ مرة يحاولون قتلها يزداد وهجها وَضياؤها وَتسطع أنوارُها ببركة وَنماءٍ أَكْــثَـر ليعم ضوؤها وَسناها وَيصل لكل الكون..
لهذا غدروا بجسدك.. لكنهم لم يقتلوك.. لأنه أنَّى لهم أن يقتلوا روحك.. روحك التي ترفرف حولنا وَتشع أنوارها في كُلّ مكان.. و يصل شذى عِطرها لكل الكون.. روحك التي تزورنا في كُلّ وقتٍ وَأوان تُهدي لنا السلام.. وَتخرجنا من الظلام.. وَنحن نرد عليها في كُلّ وقت وحين.. عليها السلام وَلها السلام وَمنها السلام.. وَالتي نجدد لها العهد في كُلّ عهد أنَّا ماضون على العهد.. ماضون على العهد..
“وَيسئلونك عن الروح قُلِ الروحُ من أَمْرِ ربي”.
فسلامُ الله عليك يا وليَ الله.. يا مَن بعثت فينا روحَ الحياة وَروحَ الدين من جديد، وَإنَّا عن دربك لن نحيد.. وَستظل فينا صرختُك المدوية ما بقي الوجود.. لتجتث كُلّ ظالمٍ وَحقود.. وَتنير لنا درب الكرامة وَالخلود..
التعليقات مغلقة.