الحرب على اليمن أضرت بسمعة الأميركي والتحالف ينزل من برجه العاجي
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الولايات المتحدة تسعى من خلال الحل السياسي إلى إبقاء وصاية السعودية على اليمن ولو من خلال مكوني أنصار الله والمؤتمر الشعبي، وذلك بعد فشل خيار الحرب لوحده في تحقيق النتيجة التي كانت ترجوها واشنطن، والرياض المكرهة أميركيا على اجتراح الموقف السياسي وقبول جنيف اثنين وما يستتبعه من جولات تفاوضية.
ونقلت الصحيفة عن تحليل للكاتب لقمان عبد الله في تناولها لمسار التطورات المتصلة بالعدوان السعودي الأمريكي على اليمن قوله إن الولايات المتحدة تبدو معنية بإيجاد مسار سياسي ينهي الحرب، وفي ذات الوقت يحفظ وصايتها عبر ربيبتها السعودية على اليمن لإنقاذ ما تبقى من هيمنتها على المنطقة وصورة الصناعات العسكرية الأمريكية التي كشفت الحرب في اليمن مدى هشاشتها.
وأشارت إلى أن واشنطن هدفت من وراء جنيف اثنين إلى إقامة مسار سياسي ودبلوماسي مساوٍ للمسار العسكري والميداني واختبار مدى صلابة الطرف الآخر- أنصار الله والمؤتمر الشعبي- وكذا وضع مسار سياسي يمكن اللجوء إليه للخروج بأقل الخسائر عند انقطاع الأمل في العمل العسكري غير المثمر حتى الآن، رغم كل ما بذل في عشرة أشهر مضت.
وتابعت الصحيفة” ترى واشنطن بأن الحليف السعودي فشل في تحقيق الأهداف، وغرق في أوحال الميدان اليمني، وحساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، ما يعني ذلك هزيمة دول التحالف وارتداد مفاعيلها على الخريطة الجيوستراتيجية للمنطقة.
كما أن التعثر الميداني السعودي واتساع رقعة الحرب لتطال الأراضي السعودية لأول مرة منذ إنشاء المملكة، ألحقا ضرراً كبيراً بالسمعة الأميركية، ووضع سقوط منظومة السعودية التسليحية على الحدود، هيبة الصناعة العسكرية الأميركية على المحك، لا سيما أن «الإعلام الحربي» اليمني استطاع اظهار صورة هذه المنظومة وهي تحترق علي أيدي أفراد القوات اليمنية المسلحة بأسلحة قديمة وغير متكافئة، ما يشكل ضربة مؤلمة أخرى لواشنطن و السمعة السيئة لكفاءة السلاح الأميركي، فقد سبق أن فشلت القوات الإسرائيلية (المسلّحة أميركياً) في عدوانها على لبنان في صيف عام 2006 وفي الحروب الثلاث اللاحقة على غزة، إضافة إلى العجز الأميركي عن مواجهة المقاومة العراقية واضطرار واشنطن إلى الانسحاب من العراق بصورة مخزية.
و خلصت الأخبار اللبنانية إلى القول ” بالتوازي مع تصعيد المسار العسكري الذي ينوي به تحالف العدوان على اليمن المقترن بالمسار السياسي، لم يعد أمام دول «التحالف» والرعاة الدوليين (واشنطن ولندن وغيرهما) مجالاً لإقفال الباب الدبلوماسي، أو الاستخفاف بالحرب والاسترخاء في علياء الإنكار؛ فموازين القوى على الأرض ظلّت ثابتة لم تتغير، في وقتٍ استُنفدت فيه وسائل الجذب والإقناع والإغراء.
التعليقات مغلقة.