saadahnews

فلنكن خير أمة تليق بنبيها.

بقلم/ زينب العيـاني.

أهلَّ علينا ربيع الأول بذكرى مولد الهدى والنور منقذ الأمة ونبي الرحمة ،حبيب اللَّه وخير خلقه من شقَّ ظلام الكفر والفساد غيهبًا برسالاته وجاء بالقرآن دليلًا ومصدقًا لقوله ونبوَّته”محمد”صلوات الله عليه وعلى آله.

قال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
هل تدركون أي رحمة؟ التي أرسلها الله لنا لتخرجنا من الظلمات إلى النور ،
فأي جهل كان العالم فيه كانوا يعبدون أصنامًا ويضلّو لها عاكفون ،صنعوها بأيديهم وجعلوها لهم آلهة ،يدعونها ويتّكلون عليها !!،
كانوا في غياهب الجهل والرَّذيلة ، فمن هو أشدُّ قسوة وتجبر هو الذي يحكمهم ، وينهبهم ويستحيي نسائهم ، وهم مسلّمين له رقابهم بكل ذل وخنوع !،
هذا ليس عجيب عليهم فكيف سيكون قومًا لايعرفون الله اتخذوا لهم آلهة صنعوها من حجارة صماء ؟؟.

اتضح لنا أن الاستسلام والذل والخضوع هو لمن لم يعرف “اللَّه ورسوله” حق المعرفة ، لأن من يعرفهم لن يقبل بالطغيان والتقهقر ،
فهو واثق أنّ الله معه ولذا سيواجه الظالمين دون خوف أو كلل أو ملل.

من يعرف أنَّ اللَّه ربَّه سيعرف أنَّ محمد رسوله وأنَّ القرآن كتابه الجليل وكل آيةً فيه هي أمر على كل المسلمين والمسلمات.
كقوله تعالى﴿وَمَنْ يُّعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب﴾ وأي شعيرة أعظم من رسول اللَّه الذي أرسله الله رحمـةً للعالمين ،فكيف لانحتفي بمولد النبي الأكبر والرسول الخاتم العاقب المطهر صفي الله على الخلائق ومختارهُ في العلم السابق منتهى أنباء السماوات ومبلغَ أسباب الرسالات “محمَّد” ،أليس صاحب كل هذه العظمة والصفات يستحق أن نحيي ذكرى مولده؟!
لاجدال في ذلك علينا أنَّ نحيي مولده بتزيين بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا وأسواقنا وكل الأماكن باللوحات والأشرطة والإضاءات المحمديّة ،،
وأهم من هذا هو إحياء حب محمد ﴿صلوات الله عليه وآله﴾ في قلوبنا وأنفسنا ،أن نتأسى بأخلاقه وإيمانه وكل مكارم أخلاقه ،كي تتصافى القلوب وتفلح الأنفس وتعم السكينة بين أوساطنا ،،
ولا ننسى أيضًا دعم من يبذلون أنفسـهم لإحياء دين الله وسنة نبيه، في جبهات العزة والكرامة بقوافل من المال والرجال ،،

عندما نحتفل بالمولد النبوي الشريف نستلهم الرأفة ،التي كانت في قلب المصطفى {ص وآله} كما وصفه الله بقوله ﴿لَقَدْ جَآءَكَمْ رَسُولٌ مِن أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْه مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينْ رَؤُفٌ رَحِيمْ﴾ علينا أن نجعل الحرص والرأفة فيما بيننا على الأخوة والتعاون والعدل والمساواة والتعليم والتراحم والتناصح والمساعدة ،والجهاد الجهاد في سبيل اللَّه بصبر وثبات لكي نرفع راية الحق والعدل في أرجاء العالم.

إحياء مولد نبي الرحمة يجب أن يكون رحمـةً تحل بيننا نحن اليمانيون ، نجتمع ونصبح يدًا واحدة نمرغ بها أنوف أعدائنا ، وننسى ، خلافاتنا التي عانا الكثير منها ،
لنكن خير أمة تليق بخير الخلق وأشرفهم وأطهرهم ،
لنصبح قولًا وفعلًا محمديون.

التعليقات مغلقة.