الأسباب الحقيقية وراء انقطاع الإنترنت في اليمن
ألقت مشكلة انقطاع الإنترنت في اليمن بظلالها على الشارع اليمني وباتت الشغل الشاغل لشريحة واسعة من المواطنين الذين باتت خدمة الإنترنت جزء أساسي في حياتهم اليومية ناهيك عن تعطل الكثير من الأعمال المصرفية وتوقف الحوالات المالية الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة في هذا القطاع.
الانقطاع المفاجئ للإنترنت خلال الأيام الماضية خلق العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التوقف الشبه كلي للخدمة، رغم تصريحات الشركة المزودة للإنترنت عن السبب المتمثل في انقطاع الكابل البحري “فالكون” بالقرب من قناة السويس جراء مرساة إحدى السفن التي كانت تعبر القناة.
الكابل البحري “فالكون” الذي انقطع في عرض البحر يربط العديد من الدول ومنها اليمن، وانقطاعه تسبب بلا شك في التأثير على خدمة النت بنسب متفاوتة في الدول المرتبطة به ومنها السودان وجيبوتي والسعودية وعمان وغيرها من الدول، لكن هذه الدول لم تتأثر به بالشكل الذي حصل في اليمن، حيث خرجت أكثر من 80% من سعة النت عن الخدمة الأمر الذي تسبب في شلل تام لكل الأعمال التي تعتمد على الإنترنت كالأعمال المصرفية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهي الجهة المعنية بالمشكلة خرج وزيرها المهندس مسفر النمير بتصريحات حمّل فيها دول العدوان بالوقوف وراء انقطاع خدمة الإنترنت في اليمن واتهمها بتدمير البنية التحتية للوزارة وكذا اتهمها بمنع الوزارة من تطوير الخدمة من خلال الربط من الكابلات التي تم الاشتراك فيها مؤخرا لتوسيع نطاق الخدمة، ومنعت دخول تجهيزات الاتصالات ومحطات الربط الدولي.
مدير شركة “يمن نت” المهندس طه الرداعي قال في تصريح لقناة المسيرة إن العجز الحاصل في سعة النت سببها اعتماد الشركة على مزود وحيد للخدمة عن طريق الكابل “فالكون” الذي تعرض للانقطاع وتسبب في خروج أكثر من 80 % من السعة الموفرة من النت والمقدرة بـ120 جيجابت، وهو ما تسبب في العجز الحاصل في الخدمة المتاحة للاستخدام.
واتهم الرداعي قوى العدوان باستهداف البنية التحتية لخدمة النت من خلال تدمير العديد من الكابلات والمحطات ومنع الشركة من ربط الكابلات البحرية في عدن والحديدة والتي تم الاشتراك فيها بملايين الدولارات وكانت كفيلة بسد أي عجز في سعة النت المتاحة.
وذكر مدير “يمن نت” أن العدوان دمر كابلات الألياف الضوئية في حرض وعلب والبقع وأوقف محطة شرورة الوديعة عن العمل بالإضافة إلى أيقاف كل محطات الألياف الضوئية في المنطقة الشرقية.
شركة الاتصالات اليمنية “تيليمن” أكد رئيسها التنفيذي المالي توفيق الضلعي لقناة المسيرة أن الشركة استثمرت أكثر من 100 مليون دولار في خدمة الإنترنت خلال العامين الماضيين بهدف تطوير الخدمة من خلال إضافة سعات جديدة تضاف للسعات الحالية عن طريق ربط الكابل البحري في عدن، إلا أن الشركة لم تتمكن من إدخال السعات الجديدة بسبب تعنت قوى العدوان التي تسيطر على مدينة عدن.
التعليقات مغلقة.