وثائـــق جديـدة لسلسلة المؤامــــرة الأمريكيـــة
استمرار تدمير الدفاعات الجوية اليمنية طوال 10 سنوات ينفي مزاعم أنها »صواريخ مصادرة«
مصدر أمني: ما عُرض يوثق جانباً من إجرام أمريكا بحق اليمن
العميد راشد: أشرف نائب وزير الدفاع الأمريكي على تدمير 4500 صاروخ
قَهَرَ اليمنُ المؤامرةَ ولم يرفع الراية البيضاء للعدوان ورَدَّ كيد تحالفه وعملائه في نحورهم
منظومات الدفاع الجوي المطورة محلياً حصدت (227) طائرة متنوعة للعدوان حتى اليوم
يتواصل انكشاف مراحل المؤامرة الأمريكية مع النظام السابق على مقدرات اليمن الدفاعية، وتدمير صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية، على نحو ينفي مزاعم أزلام النظام السابق التبريرية للمؤامرة الخيانية، بأن الصواريخ المدمرة «تم سحبها من القبائل وأسواق السلاح ومصادرتها من خلايا إرهابية»، ويؤكد ما كشفه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن استمرار التآمر الأمريكي على مقدرات اليمن الدفاعية وجيشه لسنوات بتواطؤ وخيانة النظام السابق وأنها كانت تستهدف في مرحلة لاحقة الصواريخ الباليستية قبل أن تمنعها ثورة 21 سبتمبر 2014م.
وكشف مصدر أمني مسؤول عن مقاطع فيديو جديدة جرى توزيعها على وسائل الإعلام، «تثبت تورط أمريكا في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية ما بين الأعوام 2007م – 2014م». وقال في تصريح صحافي أمس السبت: إن «الولايات المتحدة الأمريكية دأبت في سياستها تجاه اليمن إلى إفقاده مصادر القوة حتى يصبح سهل المنال من خلال التركيز على تجميع وتعطيل وتدمير كل ما له صلة بالدفاعات الجوية للجمهورية اليمنية».
المصدر الأمني المسؤول أكد في تصريحه الصحافي وفقاً لما نقله مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، أن مقاطع الفيديو الجديدة ليست كل وثائق المؤامرة الأمريكية على اليمن ومقدراته العسكرية والدفاعية، على مدى سنوات، وقال: إن «ما سيعرض ليس إلا جانباً واحداً من ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية الإجرامية لإطلاع الرأي العام على حقيقة الدور الأمريكي تجاه اليمن والشعب اليمني».
دحض المبررات
تدحض مقاطع الفيديو الجديدة ما ساقه أزلام النظام السابق من المرتزقة في صفوف تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، من مزاعم لتبرير ما كشفه مصدر أمني الخميس قبل الماضي من وثائق دامغة تضم مراسلات رسمية مسربة ومقاطع فيديو وتدين الخائن عمار محمد عبد الله صالح، مسؤول جهاز الأمن القومي سابقا وعمه الخائن علي عبد الله صالح عفاش، بالتواطؤ مع مؤامرة أمريكية على مقدرات اليمن العسكرية، وتدمير دفاعاته الجوية.
وادعى أزلام النظام السابق، على لسان ما يسمى «ناطق المقاومة وعضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي» المرتزق العميد صادق دويد أن مشاهد الفيديو التي عرضت توثق عملية رسمية لإتلاف صواريخ سام محمولة على الكتف، قامت الدولة بسحبها من أسواق السلاح وشرائها من القبائل في إطار حملة معلنة لمكافحة انتشار الأسلحة ومنعا لوصولها إلى العناصر الإرهابية وخطر استخدامها في استهداف الطائرات المدنية» حسب زعمه.
لكن مقاطع الفيديو لعمليات تدمير صواريخ متنوعة للدفاعات الجوية اليمنية بإشراف خبراء أمريكيين وحضور مسؤولة مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية، تظهر أن تدمير الصواريخ كان مؤامرة ممنهجة بخيانة من مسؤولي النظام السابق، واستمرت على مراحل متتابعة امتدت على مدار عشرة أعوام، بدءا من مباشرة أمريكا في جمع وإتلاف الصواريخ في أغسطس 2004م، وحتى عمليات التدمير التي وثقت مقاطع الفيديو الجديدة تنفيذها في 2014م.
مراحل المؤامرة
توثق مقاطع الفيديو الجديدة التي جرى توزيعها على القنوات التليفزيونية، مراحل لاحقة للمؤامرة الأمريكية مع النظام السابق على مقدرات اليمن الدفاعية، وعمليات تدمير دفع متتابعة من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية خلال الأعوام (2007-2014م) بإشراف مسؤولي وخبراء مكتب إزالة الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية، تُضاف إلى عمليات المرحلة الأولى خلال الأعوام (2005 – 2009) التي كُشفت وثائقها الخطية ومقاطع الفيديو في 27 فبراير الفائت.
وأوضح المصدر الأمني، أن «وزارة الخارجية الأمريكية تعاقدت مع شركة رونكو الأمريكية المتخصصة في التعامل مع المتفجرات». وكشف أن نتائج المرحلة الأولى من المؤامرة الأمريكية مع الخائن علي عبدالله صالح وابن أخيه الخائن عمار محمد عبدالله صالح «تدمير 1263 من صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية و52 قبضة من قبضات إطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف و103 بطاريات صواريخ تابعة للجيش اليمني، كان بإمكانها أن تساهم في الدفاع عن اليمن وتحد من المجازر بحق النساء والأطفال».
المصدر أورد في بيانه الأول في 27 فبراير الفائت، تفاصيل مؤامرة تفكيك وتدمير دفاعات اليمن الجوية مدعمة بمراسلات مسربة بين النظام السابق وواشنطن، وقال: «تم تدمير الدفعة الأولى من صواريخ الدفاعات الجوية في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب بتاريخ 28 فبراير 2005م، وضمت 1078 صاروخ سام 7 ستريلا، و62 صاروخ سام 14، و20 صاروخ سام 16، بإجمالي 1161 صاروخا، و13 قبضة إطلاق صواريخ دفاع جوي محمولة و52 بطارية صواريخ».
وفي حين نوه المصدر بأن «عمليات تدمير وإتلاف صواريخ الدفاع الجوي موثقة بالفيديو». تابع قائلا:»ثم تبعها عملية تدمير وإتلاف الدفعة الثانية من صواريخ الدفاعات الجوية بعدد 100 وصاروخين، معظمها صواريخ سام 7 ستريلا، وسام 14، وصاروخين سام 16، و40 قبضة إطلاق صواريخ دفاعات جوية محمولة على الكتف و51 بطارية صواريخ، تم تدميرها في قاعدة عسكرية بوادي حلحلان في محافظة مأرب، بتاريخ 27 يوليو 2009م».
مقدمات العدوان
المصدر الأمني، ختم بيانه بالتأكيد على أن «هذه الحقائق تكشف جانباً واحداً من الدور الأمريكي التدميري في اليمن فيما يخص الدفاعات الجوية فقط غير الأدوار الأخرى الرامية لتدمير الجيش اليمني». في إشارة إلى إشراف السفير الأمريكي في اليمن خلال الأعوام (2011 – 2013) جيرالد فايرستاين، على ما سمي «إعادة هيكلة الجيش والأمن في اليمن» وتصريحه بأن «الولايات المتحدة الأمريكية تتولى هذه المهمة ضمن جهود رعايتها اتفاق المبادرة الخليجية ودعم العملية الانتقالية وبناء اليمن الجديد» حسب زعمه.
وتبرز تفاصيل هذا الكشف الأمني، جانبا من مقدمات العدوان على اليمن السابقة بعشر سنوات لشنه في 26 مارس 2015م، وتبدد الشكوك واللبس حيال الدور الأمريكي باتجاه تأكيد أن العدوان على اليمن أمريكي في الأساس، وأن شواهد ذلك تتجاوز الإعلان عن بدء شنه من العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى التآمر والتخطيط والإشراف والتنفيذ عبر أدواتها في المنطقة من الدول المنضوية في تحالف العدوان، والذي انكب في ساعاته الأولى على تدمير ما تبقى من مقدرات القوات الجوية والدفاع الجوي، والإجهاز عليها.
امتداد تدميري
جاء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ليستكمل تفكيكا وتدميرا ممنهجين للجيش والأمن في اليمن، بدأ منذ العام 2011م تحت مسمى «إعادة هيكلة الجيش والأمن» بإشراف لجنة تضم مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين وسعوديين وأردنيين (دول تحالف العدوان لاحقا)، و”استهداف تجمع الإصلاح (الإخوان) بحملاته الإعلامية وميليشياته القبلية وتنظيم القاعدة، قيادات ووحدات الجيش والأمن واقتحام ونهب المعسكرات ومقرات قيادة المناطق العسكرية وصولا لاقتحام مجمع وزارة الدفاع نفسه”، و”إقصاء نحو 70 ألفا” و”اغتيال وإصابة نحو 4500 من منتسبيه”. حسب بيانات وزارتي الدفاع والداخلية.
طال هذا الاستهداف القوات الجوية اليمنية خلال (2011-2014م)، فتعرضت إلى «تدمير ممنهج» حسب تأكيد رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الجوي اللواء ركن طيار إبراهيم الشامي. كان ذلك عبر استهداف حافلتين لمنتسبي القوات الجوية بعبوتين واغتيالات لطيارين، وإسقاط 4 طائرات «سوخوي-22» وطائرة «ميغ-21» وطائرتي «أنتونوف-26» ومروحيتين عسكريتين، في تعز وأرحب ومارب وقاعدة العند في لحج ووسط 3 أحياء سكنية في العاصمة صنعاء، بجانب تفجير 3 طائرات «سوخوي-22» وطائرة “نورثروب “F-5 وإحراق مروحية «ميل مي -17» في مرابضها بقاعدة الديلمي في صنعاء.
وفقا لمساعد متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد عزيز راشد فإن «اليمن قبل 2015 لم تكن لديه دفاعات جوية متطورة، وجميعها كانت دفاعات جوية تقليدية قديمة، منها سام2 وسام6، وسام7، وغيرها من الأسلحة». مُضيفا في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية مطلع ديسمبر الفائت: «وقد دمرت قبل بدء العدوان، فتم تدمير 3000 صاروخ إستريلا( SA-7) و1500 صاروخ سام 2 في باب المندب بإشراف نائب وزير الدفاع الأمريكي، تحت مسمى هيكلة الجيش اليمني، وبمشاركة الخبراء الأردنيين في حينها والأمن القومي اليمني».
ومع أن غارات طيران تحالف العدوان منذ اليوم الأول قصفت مرافق الأمن والقوات المسلحة في اليمن، بما فيها الأمن المركزي والشرطة العسكرية، في توجه «يخدم الفوضى وتمكين عناصر تنظيم القاعدة»؛ إلا أنه كرس معظم غاراته لأجل أهم أهدافه المعلنة «تحييد (تدمير) القواعد الجوية والطائرات ومراكز العمليات والقيادة والسيطرة والاتصالات، والصواريخ البالستية». وقد أكدها سفير السعودية بواشنطن قائلا: «العملية العسكرية تهدف لتدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة سواء أكانت أسلحة جوية أو صواريخ بالستية».
تدمير شامل
استهدفت طائرات تحالف العدوان في اليوم الأول قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء، ودمرت هنجر التسليح وطائرات حربية «ميج-29» و»سوخوي-17» و»نورثروب “F-5” من أصل 275 طائرة تابعة للقوات الجوية اليمنية، وغرف العمليات والسيطرة ونظم ومراكز الاتصالات العسكرية ومدرج القاعدة، والألوية (101 و110 دفاع جوي و4 و6 و8 طيران)، وهنجر الصيانة باللواء الثاني طيران، ومقر قيادة القوات الجوية، ورادار جبل النبي شعيب واللواء 101 شرطة جوية، وموقع دفاع جوي في بيت عذران غربي صنعاء، ومدرج مطار صنعاء الدولي المدني، واقترفت أول مجزرة بحق المدنيين في حي «بني حوات» شمالي مطار صنعاء.
واصلت غارات تحالف العدوان الكثيفة طوال الثلاثة الأيام الأولى استهداف مقدرات اليمن العسكرية الدفاعية وبخاصة الجوية، فقصفت الدفاعات الجوية وبطاريات «صواريخ سام» في قاعدة الديلمي الجوية، ولواء الدفاع الجوي في معسكر السبعين واللواء 140 دفاع جوي في ضلاع شملان واللواء 160 دفاع جوي في معسكر الصمع بمديرية أرحب، ومقر كلية الطيران والدفاع الجوي. وألوية الصواريخ في فج عطان، جنوب غرب العاصمة صنعاء، ودمرت مدرج مطار الحديدة الدولي وقاعدة الحديدة الجوية (اللواءين 67 و68 طيران واللواءين 65 و130 دفاع جوي واللواء 22 رادار)، ومواقع للدفاع الجوي بميناء الصليف.
كما دمرت غارات تحالف العدوان قاعدة طارق الجوية في تعز، بما فيها من معدات عسكرية وأسلحة وطائرات واللواء 170 دفاع جوي. ومنصة صواريخ الدفاع الساحلي في مدينة المخا المطلة على باب المندب غربي محافظة تعز. واستهدفت مطار صعدة ومحطة الكهرباء والغاز والمواقع والمرافق الأمنية والعسكرية، وقاعدة اللواء 180 دفاع جوي في محافظة مأرب ودمرت محطة رادار في صافر، ومقر قاعدة العند الجوية في لحج واللواءين 39 و90 طيران واللواءين 201 و210 مشاة ميكا. وأعلن التحالف الأجواء اليمنية منطقة محظورة.
مواجهة التحدي
مع ذلك لم يرفع الجيش اليمني وقواته الجوية الراية البيضاء، كما كان يتوقع تحالف العدوان. وتظهر وقائع المواجهة استبسالا منقطع النظير لم تدخر فيه وحدة الدفاع الجوي ووحدات الجيش واللجان الشعبية جهدا أو وسيلة متاحة إلا واستخدمتها في مواجهة أسراب طيران تحالف العدوان وغاراتها التي بدأت «بمعدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري. متباهيا بأن «قوات التحالف استطاعت فرض سيطرة جوية كاملة على الأجواء اليمنية خلال 15 دقيقة»، مردفا: أن «طيران التحالف يحلق بحرية كاملة».
استخدمت في مواجهة غارات طيران تحالف العدوان، كل الأسلحة المتاحة، من جانب القوات الجوية ووحدة الدفاع الجوي، ووحدات الجيش واللجان الشعبية، وكذا من جانب المواطنين في المحافظات أيضا، بدءا من الصواريخ المحمولة على الكتف، وما تبقى من صواريخ أرض- جو «سام»، وغيرها من أسلحة الدفاع الجوي التي جرى تفكيك الآلاف منها وتدميرها قبل بدء شن العدوان، ومرورا بالقناصات المطورة محليا ليصل مداها إلى (5 كم)، وبالطبع المدافع الأرضية المضادة للطيران.
ووفقا لمتحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، فقد نفذت الدفاعات الجوية اليمنية 403 عمليات تصد واعتراض ناجحة لطائرات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي المتنوعة بينها F15 و F16 و F15 SA و فانتوم وتورنادو وتيفون وميراج، أجبرتها على مغادرة الأجواء اليمنية، علاوة على ما نجحت الدفاعات الجوية في إصابتها وإسقاطها منها، ومن الطائرات العسكرية المروحية من طراز أباتشي وغيرها. منوها أن من بين هذه العمليات « 237 عملية تصدٍ واعتراض لطائرات العدوان وإجبارها على مغادرة الأجواء خلال 2019».
قهر المؤامرة
في المقابل انكبت القوات المسلحة اليمنية على تجميع ما تبقى من مخزون أسلحتها وإصلاح ما أعطب منها، ومحاولة تصنيع ما دمر، وتطوير ما تبقى، باستخدام المتاح من الإمكانات، والاستعانة بالكوادر اليمنية العلمية والمهنية والتقنية في جميع المجالات ذات العلاقة، والتي ظلت مهمشة وجرى استدعاؤها بعد بدء العدوان على اليمن، و”البدء من مرحلة الصفر” وفق متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
استطاعت القوات الجوية ووحدة الدفاع، تحدي المؤامرة، وإفشال الرهان الأمريكي وبددت سعادة واشنطن والسعودية التي عبر عنها ناطق التحالف في أول مؤتمراته الصحافية قائلا:» استطاع التحالف فرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية وطائراتنا تحلق بحرية»، ثم إعلان الرياض نهاية الشهر الأول للعدوان «تدمير جميع قواعد القوات الجوية والدفاعات الجوية والصواريخ الباليستية وكل ما يشكل تهديدا للمملكة ودول المنطقة» حسب ما أعلن سفير السعودية في واشنطن حينها ووزير خارجيتها لاحقا عادل الجبير.
منظومات رادعة
شهدت الدفاعات الجوية اليمنية تطورا تصاعديا وبوتيرة متسارعة على صعيد عمليات وقدرات اعتراض وإصابة وإسقاط طائرات تحالف العدوان، منذ أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الرابع عشر من سبتمبر 2017م، عن جهود حثيثة لتطوير منظومات الدفاع الجوي، وقال مبشرا أبناء الشعب: «لدينا جهود لتطوير منظومات الدفاع الجوي للتصدي للطائرات الأمريكية الحديثة». مضيفا: «نحن نواجه التقنية الأمريكية في أحدث ما وصلت إليه، وليس مواجهة تقنيات السعودية وأعراب الإمارات».
وبجانب استمرار الدفاعات الجوية في التصدي لغارات طائرات تحالف العدوان منذ اللحظة الأولى وإنهاك الطائرات طوال عام ونصف، استطاعت قوات الدفاع الجوي بدعم ومتابعة مباشرة من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تطوير ما تبقى من صواريخ وذخائر وإدخال تعديلات تقنية عليها، وابتكار أنظمة رادار متطورة وغيرها من التقنيات، لتبدأ تدريجيا وتحديدا من نهاية العام الثاني للعدوان تصنيع منظومات دفاع جوي وطائرات مسيرة استطلاعية وهجومية وصواريخ بالستية مطورة محليا.
انبعاث القوة
تمكنت ابتكارات التصنيع العسكري اليمني للقوات الجوية والدفاع الجوي سريعا من تغيير معادلة معركة الجو، واستعادة زمام حماية الأجواء اليمنية تصاعديا، عبر تطوير منظومات «فاطر1»، و”ثاقب1″ و”ثاقب2″، و”ثاقب3″ بخبرات يمنية من صواريخ روسية قديمة، استطاعت تحويلها من صواريخ «جو-جو» إلى صواريخ «أرض-جو» وإدخال تعديلات فنية وتقنية حديثة زادت مدى صواريخ الدفاع الجوي للتراوح بين 9 كلم و23 كلم، وبما يجعلها قادرة على اعتراض وإصابة مختلف أنواع الطائرات الحربية الحديثة للعدوان.
حققت منظومات الدفاعات الجوية اليمنية الأربع، حتى نهاية الأسبوع الماضي، إنجازات صادمة لتحالف العدوان، تمثلت في اعتراض مئات الطائرات وإصابة وإسقاط ما يزيد عن 227 طائرة متنوعة لتحالف العدوان، بينها 16 طائرة حربية نفاثة من طرازات F15 وF15SA وF16 وتايفون وتورنادو، و30 مروحية عسكرية من طرازات أباتشي وبلاك هوك وغيرهما، و15 طائرة درون مقاتلة من طرازي MQ9 وMQ1 الأمريكية وطرازي CH-4 وWing Loong الصينية، و121 طائرات تجسسية، وأكثر من 45 طائرة استطلاع.
كما نجحت منظومات الدفاعات الجوية المطورة محليا، في الحد من غارات طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، وبعدما كانت ليلة 26 مارس 2015م «معدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري، متباهيا بأنه «تم تدمير منظومات الدفاعات الجوي والقوات الجوية وفرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية». انخفضت إلى متوسط يتراوح بين 25 إلى 20 غارة يوميا في العام الخامس للعدوان، وتراجع عددها من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019م.
القادم أعظم
وبجانب نجاح منظومات الدفاع الجوي المطورة محليا، من إسناد العمليات العسكرية البرية في مختلف جبهات الداخل وعلى الحدود وما وراء الحدود، وتحييد طائرات تحالف العدوان عن مسارح المعارك، كما حدث في عمليات عدة، آخرها «نصر من الله»، و”البنيان المرصوص” في نهم ومحافظتي الجوف ومارب؛ لا تعد هذه المنظومات الدفاعية الجوية الأربع المطورة محليا حتى الآن نهاية المطاف ولا كل ما بالإمكان الإتيان به، بل بداية مسار طويل من التطوير والابتكار اليمني.
ذلك ما أكده القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، لدى إزاحته الستار رسميا عن المنظومات الأربع في 22 فبراير الفائت، بقوله: «هذه المنظومات الدفاعية الجديدة ستغير مسار المعركة، وستكون مقدمة لمنظومات دفاعية أكثر تطوراً وفاعلية في التصدي للأهداف الجوية المعادية». معلنا «تأكيد القيادة السياسية والعسكرية العليا تقديم كافة أوجه الدعم لتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية لتحقيق توازن الردع مع العدو».
التعليقات مغلقة.