وتحرّرت الجوف
مرتضى الجرموزي
عامٌ سادسٌ من عمر العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، عمّا قريبٍ ستُطرق أبوابه ونعيش تفاصيل حكاياته بحلوها ومرّها، وسنستذكر فيه الدناءةَ السعودية والتهور العربي والعالمي الذي شنّ عدوانَه على الشعبِ اليمني في 26 مارس 2015، بدون سابق إنذار وبدون مسوّغ قانوني عرفي قبلي عربي أَو أممي ما لم يتعارض مع القوانين الدولية بحرمة الهجوم على أية دولة أُخرى، ولكنه الانحطاطُ العربيُّ الذي جعل من زعماء وأمراء الأنظمة العربية والإسلامية أدواتٍ تعملُ وفق الشريعة الأمريكية.
تطوّرٌ في الإنتاجِ العسكري بشقيه الباليستي والمسيّر، وقدرات عسكرية مختلفة التصنيف والمهام وأيديولوجيا تتطلبها المعركةُ، فكان أن أربكت تحالفَ العدوان وأرغمته على الاعترافِ بالتطوّر الدفاعي والهجومي للجيش اليمني ولجانه الشعبيّة، الذين باتوا اليومَ بفضل الله وبفضل القيادة الثورية والسياسية والعسكرية والجهادية يؤرّقون قوى العدوان ومرتزِقتهم، ويلحقون بهم الهزائمَ المدّويةَ في كُـلِّ الجبهات، بما فيها جبهتا الحدود طولها وعرضها وتوسعاً في عمقها، وكذلك جبهتا نهم ومأرب والجوف.
عمليةٌ خاطفةٌ قادها رجالُ الله وأنصاره وجعلوها حرباً يسمعُ صداها العالمُ بأسره، وهم يشاهدون الرقعة الجغرافية لمحافظة الجوف التي كانت تقبع تحت رزح الاحتلال والمنافقين تتهاوى؛ بفعلِ الضربات الحيدرية والكلاشنكوف والاعتماد الكلي على اللهِ في السراء والضراء.
مساحة جغرافية خيالية، لم يكد العدوّ يتناسى عمليةَ البنيان المرصوص لتأتي عمليةُ تحرير محافظة الجوف، وهي التي راهن عليها العدوُّ وظلَّ متشبثاً بها لسنوات أربع يعيث الفسادَ والتسلطَ فيها وعلى أبنائها الشرفاء، وينتظرهم السقوط الأكبر في مدينة مأرب مركز المحافظة والتي منها تُدار عملية تحَرّك العدوّ في الجبهة الشرقية التي كانت تشكل تهديداً حقيقياً للعاصمة صنعاء.
وبعودتها تكون قد أذنت لمأرب أن تستقبلَ الفاتحين المجاهدين الذين كان خروجُهم للدفاعِ عن الوطن والدين والعقيدة لكلِّ أبناء اليمن والأمة الإسلامية ومواجهة عدوٍّ لا يرقب في مؤمنٍ إلّاً ولا ذمة، رابية صحراء الجوف وهي تدفن من عاث فساداً على ظهرها، ها هي اليوم وبفضلِ الرجال الصادقة المجاهدة والمخلصة تتنفس عبقَ الحرية وترسل السلامَ لكلِّ اليمن الحر الأبي والصامد الرافض للذل والاستعباد.
فرحةُ أبناء الجوف لا توصف، بحيثُ لا ترسمها صورة ولا يكتب حروفَها قلم، فهي فرحة لا تقدّر بثمن لأبناء الجوف الذي حُوصروا في قراهم وأسواقهم الصغيرة، لهم الحقُّ اليوم بالسفر إلى صنعاء وصعدة وعمران وحجة وذمار والحديدة وإب وتعز والبيضاء، فُتحت الطريقُ الرابطُ بين الجوف وصنعاء وعمران إلى صعدة وكلِّ المحافظات، لهم حرّيةُ التنقل من وإلى حيث يريدون بدون عوائق تعيقهم ولا متاعب تتعبهم، لهم الأمنُ والسلامُ.
وبإذن اللهِ أن العملَ جارٍ على قدمٍ وساق، لمواصلةِ تحرير محافظة مأرب التي بات الأمرُ قاب قوسين أَو أدنى، ومن ثم يتجه الأبطالُ والرجال الصناديد إلى باقي محافظاتِ الجنوب الجريح والغارق تحت رحمة الاحتلال من سجون الإمارات وعصيّ مليشيا الانتقالي العبد الصغير لدويلة الإمارات الوضيعة.
ونحنُ على ثقةٍ بالله بأن رجالَ الجنوب وأحرارَه ينتظرون وبحرارة موسمَ النصر وتحرير محافظاتهم من دنسِ مَنْ لا شرفَ له، سواءٌ أكان سعودياً و إماراتياً أَو مليشاوياً مرتزِقة، فكلُّهم تجمعهم الخسةُ والدناءةُ والعمالة الرخيصة للصهاينة والأمريكان.
التعليقات مغلقة.