saadahnews

رمضان في يمن الحكمة والإيمان

بلقيس علي السلطان

يطل رمضان من جديد على العالم العربي والإسلامي في ظروف عصيبة تعصف بالعالم ككل وبالمسلمين بشكل خاص فيعاني البعض من الحروب والبعض من الفقر والجوع ومن نجا منهما يعاني من الأوبئة ، والبعض قد جمع بين الكل كبلدنا الحبيب اليمن ، فللسنة السادسة على التوالي يحل على اليمن شهر رمضان المبارك وهي تعيش تحت وطئة حرب ظالمة وحصار خانق ، وقطع للمرتبات من قبل تحالف الشر ، وأمراض وأوبئة مختلفة باستثناء الوباء الذي حل بالعالم (كورونا) الذي جنب الله اليمن منه إلى يومنا هذا ولله الحمد ، ومع هذه المعاناة الشديدة مازال اليمانيون كعادتهم يستقبلون رمضان بالتهليل والتكبير والاستبشار …..كيف لا وهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران …؟

كيف لا وهو شهر الجهاد والنصر والإحسان ..؟

كيف لا وهو فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر نزول القرآن ..؟
نعم ما زال اليمانيون رغم أوجاعهم يستقبلون رمضان كما كان يستقبله أجدادهم ، فمازالت التسابيح تصدح بها حناجر المسبحين من على المآذن ، وتلك التلاوة قبيل أذان المغرب وأذان الفجر بتلك الأصوات التي نشأنا عليها منذ الصغر ترتفع من كل مسجد ، ومازال الإحسان والتكافل بين الناس وتبادل الأطباق الرمضانية يدور في كل حارة وقرية كلا حسب إمكانياته وبقدر استطاعته .

لقد حاول العدوان طمس الهوية الإيمانية اليمانية بشتى الطرق ، لكنه لم يصل لتحقيق مقصده لظنه أنها مجرد عادات وتقاليد سطحية اعتاد اليمانيون عليها ، لكنه لم يعلم بأن الهوية الإيمانية محفورة ومغروسة في قلب وروح كل يمني منذ نشأته وتظل ملازمة له حتى فناءه بعد أن يورثها لابناءه من بعده ،
فكم أنت رائع أيه اليماني الشامخ الصامد الأبيّ، تتلقى الضربات الخارجية بفعل العدوان الغاشم ، والضربات الداخلية بفعل الخونة وجشاعة التجار الذين ينتهزون حاجتك وفقرك لرفع الأسعار ، ومع ذلك مازلت صامداً وصابراً ومحتسباً، تواصل دربك الجهادي والقيام بواجباتك الدينية والوطنية بأكمل وجه ، لعلمك و يقينك بأن الله سيهلك الطغاة والظالمين مهما تمادوا في غيهم و جشعهم و خبثهم .

وعلى الصعيد الطاهر بالجبهات يستقبل المجاهدون رمضان وأيديهم قابضة على الزناد لحماية أمتهم ووطنهم لينعموا بشعائر رمضان في أمان وسلام ، ويواصلون هم التصدي لقوى الطغيان محققين الانتصارات على كافة الجبهات ، جاعلين من شهر الصوم ذخيرة إيمانية تدفعهم نحو المضي قدماً في تحقيق النصر المبين ، مرتلين ومسبحين ومستغفرين في كل سهل وجبل ووادٍ وصحراء ولهم في رسولهم الأعظم أسوة حسنة في الجهاد الرمضاني ، وبتمسكهم بحبل الله المتين جذوة للوصول إلى الرضا الرباني .

لقد جعل اليمانيون من رمضان محطة إيمانية للتزود بالحسنات والرحمة والغفران وإحياء ليله بتلاوة القرآن ونهاره بالعمل والجد والزراعة والرعي وخاصة المناطق الريفية من اليمن والتي تشكل السواد الأعظم في اليمن ، وكذلك التقرب إلى الله بكافة الطاعات والعبادات ، رغم المحاولات المستميتة لأعداء الإسلام بطمس المعالم الروحانية لرمضان بضخ المسلسلات الهابطة ، والمسابقات المغرية التي تبعد المسلمين عن استثمار رمضان بالشكل الصحيح لعلمهم بالأهمية البالغة لأيام شهر رمضان ومردودها الإيجابي الكبير على المسلمين ، في تكافلهم وتوادهم وتراحمهم وأخوتهم وتمسكهم بتعاليم دينهم وهذا ما لا يروق للخبثاء .

وتبقى محطة رمضانية هامة يستزيد منها اليمانيون بالثقافة القرآنية السمحاء والمتمثلة بإطلالة القائد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وهو ماأضاف إلى روحانية رمضان روحانية خاصة ، فإطلالته سلام الله عليه تأتي قرآنية بالتوجيه والإرشاد والتثقيف والتتبشير ، والتحذير والوعيد ، فهو بمثابة المرشد من التيه إلى إلى طريق الحق ومن الظلال إلى الرشاد ومن الظلام إلى النور ، فالسلام على علم الهدى وعلى جميع الشهداء وعلى المجاهدين والجرحى والأسرى وعلى الصامدين والصابرين والمحسنيين أهل الإيمان والحكمة والتقى ، والسلام عليك يارمضان ياشهر الرحمة والغفران .

التعليقات مغلقة.