قصة وطن
إيلاف القيلي
يحكى أن هناك وطن عاش بعيدا ًعن الزمن طواه النسيان في وادي الحرمان وأغرقه عميقا ًفي بحر المحن
ويحكى إن هذا الوطن عاش وحيدا ًبين الأوطان كسفينة بلا ربان جدرانه بنيت بالحزن والقصف وأسواره اليأس والعدم وسكانه عاشوا كالأموات
ضاعت فيه الأرواح وقامت عليه من هم بلا ضمير ويحكى أنه في كل صباح تشرق فيه شمسه مطفأة بالدم وقمره الباكي نبحث عن من لا يكون له ضمير ميت
يحكى ان هذا الوطن في يوم تراب الزمن تمطى بعد طول ظلم وقصف وتعدى ،
اهتز كالبركان تحت الرماد كسر كل الجدران سجن الحزن والفقد والحرمان ومشى نحو بحار النور وركض ليلحق بركب العصور والسيد الحسين البدر والصمادقيل أنه ضاع وقيل أنه سقط شهيدا وليس له عودة ولا تاريخ إلا في تاريخ الذل والهوان كلا ياكلاب العرب كلا نحن الشعب الذي سيدوس على وجهكم ونذوقكم المر وماهو أمر منه
وقيل… وقيل
أنه في المزاد كل يوم يشترى ويباع ويقصف ويتمادى أحقر الكلاب عليه في سوق أرخص مافيها الإنسان سمعت أنه كـأسد جريح بين السباع وفقد أنيابه خسئتم ذهبت مع الريح آماله مات أحبابه وكسرنا شوكته سمعت أنه اعتراه الكبر وأضناه الوهن قيل أنه مات ترى هل مات حقا ًأم تراه بعث من بين الأموات وطنٌ يغرق في بحر الثروات ورغم ذلك فهو وطن المقهورين والمسحوقين والجائعين هل هذا حقا ًيحكى أيضا ً أن هناك وطن يجاهد وحيدا ًلدرء المحن ، وطن أرضه اللؤلؤ والنضار أهله عاشوا الدهر بالانتظار وأفنوا العمر بحثا ًعن نور وشاب الرأس وضاقت الصدور وسؤال يتيم على الشفاه هل نعرف يوما ًمعنى الرفاه هل من يعمر هذا الخراب هل من يسقي هذا اليباب هل من يرحم هذا الوطن!؟
التعليقات مغلقة.