إلى عزيزي العزيز -مُجاهدي- 3
رويدا البعداني
واحدة… اثنتان… .ثلاثة… أربعة… .خمسة…الخ
لاتخف ياوحيدي كنتُ لأعد النجوم ، الحمدلله فغيابك عنا لم يصبني بعد بالجنون ، أترى ياأخي تلك النجوم وهي تجمل الأفق بانتصابها، وكأنها ورود حمراء في قلب بستان .يالله كم يبدو الليل بهي باكتمال بدره ، ماهذا الجمال الرباني الذي لاحد له ولاندِّ ، أتعلم ؟
أنت كالبدر القابع في ذروة الدياجي ، فماإن تطل حتى يصبح الليل في أوج ربيعه ، وكأنه ولد للتو، تتوارى النسمات خلفك على استحياء منك ، كل ماحولك يتنحى جانبا لننعم بالنظر إليك ، فهل ترآنا كما نحن نراك .أُمي تقرُأك السلام ، وأبي يبلغك حنينه الدائم ويتوق للوصال ويقول أنه لاطاقة له بالانتظار ، فغيابك جعله ضنين الكلام .
أيها البدر الشامخ ، كشموخ تلك الجبال الأبية ، هذه المرة لن أطل الحديث كما أفعل في كل مرة ، لاأريد أن أشغلك بقراءة رسائلي ، وأنت في أمر جلل كالجهاد ، فماذا لو سقطت إحداهن بغتة على ضفة مترس ، أو نُسيت في خندق كنت تمكث فيه، هذا إن حظيت بقرأتك لها ، وأوصلها لك أثير الرياح .فقط أحببت أن أخبرك أن أمي تنعم بصحة جيدة ، وكذلك حال أبي ، لو تعلم كيف يتتبع أخبارك في اليوم والليلة، نراه تارة يسأل من كانوا معك عن حالك وصحتك ، وتارة يقطن أمام شاشتنا الهرمة متمنيا منها أن تمنحه بعض لقاءليراك وقد اكملت مهمتك وتخبره بأنك حتمًا ستعود .
أخي العزيز :-
هاهو شهر الرحمة آتٍ وأنت لم تأتِ بعد ، مللنا الانتظار ياأخي وبتنا مسخرة له ، فمتى ستعود لتكتمل فرحتنا بحلول الشهر الكريم، فهيا أكرمنا بالوصال وعجل بالخطى هانحن ننتظرك .هناك رسائل لازالت في جادة طريقها إليكم فانتظروها
15/نيسان/ 2020
التعليقات مغلقة.