لقاء مع النفس
خولة العُفيري
الإنسان في حاجة في أغلب الأحيان لأن يخلو إلى نفسه ويجلس معها على انفراد.
قد يكون لقاء مصالحة أو جلسة محاكمة أو بعضاً من عتاب، المهم ما نريده هو أن نخلو مع نفوسنا في كل وقت وزمان وفي هذا الشهر(رمضان) بالذّات الذي هو محطّة إيمانية تتزود منها النفس زادّاً وشراباً وهي متعطّشة لتروي ظمأُها من الشح والبخل وحب الذات، كما هي بالحاجة كل الحاجة إلى ترويضّها على فعل الخيّرات وتأهيلها على مداومة الإحسان والصدّقة من نيّة صادقة للإنفاق الذي هو رصيد مُضاعف يضاف إلى بنك حسناتك.
فمن منّا لا يريد أن يستثمر وقته في جمع رصيد رباني يضاف إلى بنك حسناته؟
فالجميع يريد كل الإرداة الاستثمار في هذا البنك ولكن ما هي عقوده؟!تأمين حاجيات أُسرّ عجزت عن توفيّر شيء يسير لسد رمقها، أن يطفئ ضجيج أمعاء خاوية صائمة ليلاً ونهاراً صائمة عن مــد يد حاجتها، تفطر بدّعوة، وتتعشى بأمنية على مائدة أطباقها العزة والحياء.
فمن من رجالنا علي عليه السلام
ومن نسائنا الزهراء عليها السلام
ومن أولادنا الحسنين عليهما السلاممن يجد في نفسه عطاءهم السخي الذي تجاوز الجود والكرم؟
من الذي سينفق بقوت يومه لمحتاج طرّق بابه آملاً بإيجاد قطعة رغيف تشبع جوعه؟فأين عطاؤنا من عطاء آل البيت الذين تصدّقوا بكل الأقراص الثلاثة التي كانت على مائدة فطورهم فأعطوهم واحد تلو الآخر لمسكين ويتيم وأسير ولم يتبقَ لهم سوى الماء.
*{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [8] إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} [الإنسان-9]*
#لقاء_مع_النفس
التعليقات مغلقة.