الإعلام في رمضان
لقيس علي السلطان
يعد الإعلام بجميع وسائلة سلاح ذو حدين ، وكما هو وسيلة في إظهار الحقائق وفي بث الوعي للناس ، فقد استخدم إيضاً كوسيلة من وسائل طمس الحقيقة وبث التظليل والكذب والخداع ، وقد استخدم شهر رمضان كميدان رحب لكلا الوجهين ولعل الوجه الآخر الذي يحمل الجانب الأسود من الإعلام هو المهيمن على الإعلام الرمضاني ، فمع انتشار وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقرؤة والمرئية ، انتشرت بالمقابل الوسائل المختلفة التي تشد الناس إلى هذه الوسائل وبما يخدم مالكيها ومن يقف وراءهم في إيصال مايريدون إيصاله للناس .
لقد باتت وسائل الإعلام جزءا لا يتجزأ من حياة الناس وأصبح الكثير يجعله من ضمن أولوياته وخاصة في رمضان ، وهذا ماجعل وسائل الإعلام تضع خططا برامجية مغايرة لبقية الأشهر الأخرى ، وتتسابق فيما بينها لشد الناس وجني الأرباح من وراء الإعلانات الضخمة التي تشغل المساحة الأكبر من الخارطة البرامجية ، ومايهمنا قوله هنا من كل ذلك أن الإعلام الذي يهرع الناس إليه ليرووا ضمأهم الديني والسياسي والتوعوي ، قد أصبح معظمه أداة من أدوات التظليل إما عن طريق بث الأخبار الكاذبة أو عن طريق البرامج الدينية التي تحمل طابعاً هداماً لا يمت للدين بصلة ، أو عن طريق المسلسلات التي تصل أوج ذروتها في رمضان وتستغل هذا الشهر لكون بعض الناس قد رسخوا في أذهانهم بأن رمضان هو موسم الدراما الضخمة والكبيرة والتي تبث لأول مرة ، بالرغم مايخفيه كل ذلك من أهداف مبطنة ، كصرف الناس عن اغتنام أوقات الشهر الفضيل وكذلك تغيير معالم الدين الحق من خلال البرامج الدينية التي تدس السم في العسل وتدخل أفكارا وتعاليم ليست من الدين في شئ ، ومن لم يرقه هذا وذاك فسيجد في المسابقات المغرية ملاذه في كسب مايمكن كسبه من مال و جوائز دون عناء ..!
المتابع للوسائل الإعلام بنظرة تحليلية سيشده أمر هام ، وهو أن القنوات والإذاعات وغيرها
من الوسائل التي تبث الحقائق والوعي والبصيرة للناس ، لا يوجد لها دعم كبير وإعلانات لاتكاد تنقطع كمثل تلك التي تبث الهدم والمسلسلات الهابطة والتي وجد فيها هذا العام مايدعوا إلى تغيير النظرة إلى اليهود والدعوة المبطنة للتعايش معهم وتقبل وجودهم ….!ووسائل إعلامنا اليمنية هي جزء من كل ماذكر ، فالإذاعات الوطنية مثلاً التي تحمل الطابع التوعوي والدعوة إلى رفد الجبهات بالمال والرجال وكذلك الدعوة للتكافل والإحسان وعمل فقرات لدعم الجبهات ودعم الأسر المحتاجة والفقيرة وغيرها من البرامج والمسلسلات الهادفة والهامة ، تجدها ذات موجات مشوشة ودعم إعلاني شحيح ، على عكس تلك الخاصة التي تبث مسابقات لاهدف لها بل وتدعو بعض فقراتها إلى الضحك لشدة ماتحمله من سخف ، ومسلسلات لا هدف لها بل تعرف حتى من عناوينها …!
وأما الوسائل المرئية من إعلامنا اليمني فهي لا تختلف كثيرا عن ماسردناه في الإذاعات ، فتجار اليمن لا يكتفون برفع الأسعار في رمضان وإرهاق الشعب الذي أرهق كاهلة الحرب وقطع المرتبات ، بل يكملون مشوارهم بدعم القنوات التي تبث الكذب والتظليل والمسلسلات التي لا يمت بعضها للهوية اليمنية الإيمانية بأي صلة في قنوات المرتزقة ، وحتى أن بعضهم تطاول لدعم قنوات العدوان …!
الحديث عن الإعلام في رمضان متشعب وذو شجون ويبقى فقط أن نشد على أيدي الإعلاميين الأحرار الصامدين الذين يؤدون مهنتهم خير الأداء والذين سيظلون كالنجوم اللامعة في وسط الظلام الدامس ، مهما حاول الآخرون ممن جعلوا مهنة الإعلام مهمة للكسب والتظليل في البروز المزيف ، وكل شخص ذا عقل وفطنة سيميز الخبيث من الطيب ويستلذ بالطيب ولو شق الحصول عليه وينبذ الخبيث ولو كثر انتشاره وسهل الوصول إليه ، ولم لم يكن لنا من وسائل الإعلام سوى بث محاضرات السيد القائد لكفتنا
فسلام على من حمل على عاتقه أهمية مهنته من الإعلاميين ووقف في خندق الوطن وساهم في بناء صرح النصر الشامخ ، والخزي والعار لمن انساق وراء المال والشهرة ووراء أعداء الإنسانية ، والسلام .
التعليقات مغلقة.