في محراب الشهادة ساجدا
حصة علي
وهناك في ذلك الزمن وأثناء حكم الإمام علي عليه السلام وولايته ،وفي يوم التاسع عشر من رمضان في محراب المسجد مصلياً ساجداً وقعت واقعة كان قد بشره نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن حادثة إستشهاده ،فقال ڵـهٍ ستخضب لحيتك لو أحدٌ مننا سمع طريقة موته كان سيخاف وسيحسب ماذا سأفعل وهل أستطيع النجاة ؟؟
لكن الإمام علي عليه السلام لم يهتم لروحه التي ستزهق ولم يهتم بطريقة الموت التي ستكون له ولم يهتم بأي شيئ سوى دينه فيقول لنبي الرحمة( صلوات ربي عليه وآله) :(أفي سلامة من ديني ) ،هنا يجب النظر ويجب التمعن عن إيمان ذلك الرجل العظيم عن عدم مبالاته بروحه وألمه ،يجب الحديث عنه كشخص لم يرى التاريخ قبله من الصحابة أي شخص يشبهه ،نادرا في نسبه ونسله ونادرا في حكمه فالفترة التي حكمها الأمام علي وكان خليفة على الأمة الإسلامية كانت الفتره الوحيده الشبيهه بفترة تولي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنها فترات قامت على القرآن حقيقة وبرهانا…
تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى هكذا نادا جبريل عليه السلام في السماء لأنه هاديا للسبيل القرآني الذي عجز البقية عن تحقيق العدالة على مستوى الخلافة كاملا ،وأتى ذلك الملعون ابن ملجم بكل دناءته وحقارته وحقده الدفين الأموي المنتهك لحرمات الدين والاسلام مأمورا من قبل معاوية اللعين ليضرب الإمام التقي والوصي بعد النبي وهو ساجدا لله الواحد القهار في محرابه المملوء دينا وعدلا وخشوعا فقال مقولته الشهيرة التي قلًّ أن ينطقها أحد مثله :(فزت ورب الكعبة) نعم فزت ياإمامي ياأبا الايتام ياقرين القرآن ويا قرآننا الناطق نعم فزت ورب الكعبة عبارة لم ينطقها اي مقتول قبله فهناك من قال ياليتني كنت تبنه واخر عند موته في الحمام يقول ياليتني كنت بعرة فهنا يبرز الايمان الحقيقي في الختام في النهاية في اخر الفاظ الشخص يبرز ماكان يضمره في قلبه ، فالسلام علـّۓ إمام الأتقياء ووصي النبي وباب مدينة علمه الذي فاز بالشهادة والسمو والرقي والوسام العظيم ..
فلنا أمير في صلاته قد ضرب وأخضبت لحيته دماء من رأسه الشريف وأرتمى على محراب صلاته جسده الطاهروتهدمت من بعده اركان الهدى فيا ليتنا كنا له درعا ،فكم حزين هذا اليوم وكم هي مؤلمة هذه الذكرى أن تفقد الأمة رجلا ساميا وقرآنيا كالإمام علي فالسلام على الدار المصفى وباب مدينة علم المصطفى ووصيه واخوه وحبيبه وفاتح باب خيبر وقاتل إبن ودا ومزيل الضلالة بالهدى ومنزلته لمحمد كمنزلة هارون من موسى…فكلما كتبت اكثر زادني ذلك ألما والوجع يبدد كل حلم ليصبح الكلام حقيقة منها لامهرب ولامنجا ،ذكراه الحزينه صدعت السماء اصبح الناس في ظلمة عمياء بعده فلعنة الله على قاتل إمام الاتقياء وسيد الاوصياء وعظم الله اجور محبي علي ومازالت معرفتي عنه تظل ناقصة برغم ماقد قرأت وشاهدت ، فيا علي لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق ، اللهم اجعلنا من محبيه والسائرين على دربه حتى آخر نفس.
التعليقات مغلقة.