دروب العز الطريق إلى النصر
بلقيس علي السلطان
تحل علينا في هذه الأيام ذكرى غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان ؛ كانت هناك فئة من المسلمين المستضعفين يقودهم خاتم الأنبياء والمرسلين ، لا يملكون عتادا قويا وجيشاً كبيراً ؛ بل امتلكوا مالم يفقهه القرشيون من الكفار ومن خلفهم من أحلافهم من يهود المدينة ، ألا وهو التوكل على الله والاستعانة به فجعلوا من ذلك عتادهم للمضي قدماً إلى دروب العز وهي دروب الجهاد في سبيل الله ، فقلبت هذه المعركة جميع الموازين ، فجعلت كفار قريش واليهود يعيديون حساباتهم من ناحية المسلمين الذي بغوا عليهم وهجّروهم وأخرجوهم من بيوتهم بدون وجه حق إلا أن يقولوا ربنا الله .
اليوم وبعد مضي مايربو على 1441 عام عاد أحفاد القرشيين وأحفاد يهود بني قينقاع وخيبر ومن سار على نهجهم للبغي والطغيان على من مضى في دروب العز التي مضى عليها خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، وهي دروب الجهاد على الطغاة ورفض الذل والخنوع لهم ، والدفاع عن الحق في وجه الباطل ، وتمثل كل ذلك في العدوان الكبير الذي شن على اليمن من قبل أحفاد اليهود من بني سعود وحلفائهم من بني صهيون وغيرهم ممن سلك درب معاوية ويزيد ، ولم يدعوا أي وسيلة إبادة إلا وارتكبوها ضد هذا الشعب كما فعلوا ذلك من قبل في خاتم النبيين والمرسلين مع اختلاف الزمان ووسائله .
أمام هذا العدوان الظالم عادت الحاجة الملحة للمضي إلى دروب العز التي تمنح من مضى فيها العزة والكرامة ويمنحها هو بدوره لشعبه وأمته ، وأمام تحشيد تطلقه برامج إذاعية للمضي في دروب الجهاد المقدس التي توصل إلى العزة والنصر ومن ضمن هذه البرامج برنامج ( دروب العز ) عبر إذاعة الصمود الأولى إذاعة صنعاء والتي تدعو من خلاله لأخذ دورات ثقافية وعسكرية ومن ثم يُخير من أخذ هذه الدورات في مواصلة مشوار دروب العز أو يختار مايراه من درب أخر ولعل درب العز هو الدرب المرغوب أن يُسلك من الجميع ، وكيف لا يختارونه وهم يرون أشلاء أبناء بلادهم متناثرة ومقطعة ؟!
كيف لا يختارونه وهم يرون دموع الثكالى وصراخ الجوعى من الأطفال .؟!
كيف لمن رأى إشراق المقصوفة ذات الرجل المبتورة ، ومن شاهد بثينة اليتيمة ذات العين المتورمة الحزينة ، ومن شاهد سميح الذي ظل معلقاً فوق جثة أبيه التي قصفت طوال الليل وهو لا يصدق أنه قد أصبح بلا أب ، ومن شاهد مجزرة أطفال ضحيان ومجازر في أسواق شتى وغيرها الكثير والكثير من المجازر ، ومن رأى العفيفات يغتصب والأعراض تنتهك ، والثروات تسلب والأسرى يعذبون ويُمثل بأجسادهم ، كيف لمن رأى كل ذلك أن يختار غير دروب العز ..؟!ستظل دروب الجهاد في سبيل الله ضد الطغاة والمتجبرين هي الدروب التي توصل للعزة والحرية والنصر ومن اختار غير هذا الدرب فليتبوأ مبوأه من الذل والمهانة ، فليس للشعوب المستضعفة والمسلوبة الحقوق سوى المضي في دروب العز والتي لا يعرف مذاق حلاوتها سوى من مضى فيها وهي دروب جميعها توصل للعزة والكرامة ، فمن انتصر فقد وصل لدرب النصر والعزة والحرية ومن استشهد فقد عرج إلى دروب العز الخالد ونال الخلود والعز الأبدي ، حتى من جرح وأسر فإن العز يرافقه ولا شئ يستطيع أن يسلبه عزته وكرامته فهو قد توكل واستعان بالله القائل {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} والعاقبة للمتقين .
التعليقات مغلقة.