سلامة الدين أسمى أهداف أمير المؤمنين
زيد البعوة
في ذكرى استشهاد اعظم المؤمنين بعد سيد الأنبياء والمرسلين ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب “عليه السلام” – وفي هذا العصر المشحون بالصراعات والحروب والنزاعات والمشاكل والفتن، وفي هذه الظروف الذي تمر بها الأمة الإسلامية في صراعها مع الباطل – ما أحوجنا إلى أخذ الدروس والعبر من شخصية الإمام علي “عليه السلام” في ذكرى استشهاده خصوصاً أننا في اليمن نقدم القوافل من الشهداء في سبيل الله في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، وإذا عدنا إلى ما قاله “عليه السلام” حين علم انه مقبل على الشهادة فكان جوابه في سلامة من ديني يا رسول الله ؟ قال نعم قال اذا لا أبالي ((والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ)) وفي هذا ما يدعونا للتفكير لأخذ العبر والدروس مما قاله الإمام علي “عليه السلام”.
سلامة الدين ولقاء الله بأعمال مواقف سليمة هي الرؤية الصحيحة هي السلامة لمن يبحث عن السلامة، الإنسان لا يمكن أن يسلم إذا لم يسلم له دينه لا في دنياه ولا في آخرته وسلامة الدين هي اهم ما يجب أن يركز الإنسان المؤمن عليه، وكم هو الفرق شاسعاً بيننا وبين إيمان الإمام علي، لا مقارنة ومع ذلك كان همه وغايته هو أن يستشهد ويلقى الله وهو ضامن سلامة دينه، وكما قال الشهيد القائد رضوان الله عليه (عندما تنطلق لتبحث عن السلامة لنفسك وأنت لا تفكر في أن يسلم لك دينك فلن تسلم نفسك، لن يسلم عِرْضك، لن تسلم كرامتك، وفي الأخير لن تسلم أنت في الآخرة يوم تلقى الله، لن تسلم سوء الحساب، لن تسلم نار جهنم) لأن السلامة الحقيقة هي سلامة الدين التي تنقذ الإنسان يوم القيامة.
الإمام علي “عليه السلام” أخبره الذي لا ينطق عن الهوى أن لحيته الشريفة ستخضب من دم رأسه، فكان السؤال والاستفسار الوحيد هو في سلامة من ديني؟ انه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لم يسأل أين ومتى وعلى أي أساس لم يجزع ولم يخاف ولم يصاب بالذعر والرعب لأن الموت بالنسبة له كما قال هو عن نفسه والله لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت علي، بل كان أهم شيء بالنسبة له هو أن يقبل على الشهادة وهو في حالة سلامة في دينه لما يعلمه من أهمية ذلك فسلامة الدين اذا دنت ساعة الرحيل هي اعظم المكاسب التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان المسلم هي الضمانة الحقيقية للحصول على رضوان الله ودخول جنته.
الرجل المؤمن الكامل في إيمانه الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وآله بقوله “علي مع القرآن والقرآن مع علي” وقال عنه أيضاً “علي مني وانا من علي” وقال عنه “علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي” كان حريصا كل الحرص على أن تكون خاتمة حياته ورحيلة عن الدنيا قائمة على سلامة الدين على الرغم مما هو عليه من تقوى وهدى ووعي وإيمان ولديه رصيد عملي من المواقف العظيمة في طاعة الله وخدمة دينه وأمته ومع ذلك قدم لنا رؤية حكيمة ودرساً مهماً يكمن في أن يكون أهم وأسمى أهداف الإنسان هو سلامة دينه.
وبعد أن حصل الإمام علي على معلومة استباقية من رسول الله صل الله عليه وآله انه مقبل على الشهادة ووصل إلى درجة اليقين انه مقبل على الله بالشهادة في سبيل الله وهو على سلامة تامة من دينه كان استقباله للشهادة استقبالاً استثنائياً لم يحصل له مثيل على الإطلاق، وحين ضربه ابن ملجم اللعين بالسيف قال بكل ثقة وبكل قوة ((فُزْتُ ورب الكعبة)) لم يبك ولم يتحسر ولم يخش الرحيل بل قال فزت ورب الكعبة لأنه يعلم علم اليقين انه في حالة سلام من دينه وانه بالشهادة في سبيل الله قد حصل على الفوز واقسم على ذلك بالله قائلاً فزت ورب الكعبة.
وفي ذكرى استشهاد الإمام علي “عليه السلام” وفي هذه الظروف التي نعيشها في مواجهة العدوان نحن معرضون للشهادة أو الرحيل في أي لحظة ونحن بحاجة إلى الاقتداء بالإمام علي عليه السلام نوطن انفسنا على ما يضمن لنا السلامة يوم القيامة، نشحن رصيدنا العملي والإيماني بالمواقف والأعمال التي تبيض وجوهنا يوم نلقى الله ونكون على ثقة أننا في حالة سلامة، وان لدينا من العمل ما يحقق لنا السلامة من سخط الله وعقابه، وهذا مرهون بالإخلاص لله والتسليم له والعمل بتوجيهاته والتسليم للقيادة والحرص الدائم على لقائه تعالى ونحن في حالة سلامة.
التعليقات مغلقة.