لماذا الشعار ؟!.
في الوقت الذي طغى فيه الطغيان والظلم واستشرى الاستبداد والفساد، وساد فيه السكوت وعم الخنوع، وطغت الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على كل شيء بلا استثناء، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، من منطلق المسؤولية الدينية، بمشروعه القرآني التوعوي، المناوي للغطرسة الأمريكية، معتمداً في ذلك على القرآن الكريم الذي يكشف نفسيات اليهود وخبثهم ومكرهم ، وكيفية مواجهتهم، فكانت الصرخة الخطوة العملية الأولى، في هذا المشروع، وجوهره، إلى جانب المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، حيث دعا الشهيد القائد في أخر خميس من شوال، الموافق ١٧ /١ /٢٠٠٢م، الطلاب في قاعة مدرسة الإمام الهادي بمنطقة مران محافظة صعدة ، إلى ترديد شعار: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام )؛ لما يحمل في مضمونه الكثير من الدلالات والمنطلقات والأهداف.
وبهدف استنهاض الأُمَّـة العربية والإسلامية لمواجهة التحديات الكبرى والمخاطر الجسيمة التي تهدد وجودها؛ نتيجة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية عليها، فإن الشعار “الصرخة” يعد أحد المعالم الأساسية للمشروع القرآني النهضوي الثقافي الذي تحرك به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه إلى جانبه مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشر الوعي في أوساط الأُمَّـة كتحَـرّك عملي وفق خطوات متعددة.
وبثقته الكبيرة بالله سبحانه وتعالى، فقد كان الشهيد القائد يعلم بأن الشعار (باعتباره أحد المعالم الأساسية للمشروع القرآني) سيتجاوز كل العوائق وينتشر في كُل بقاع المعمورة، في المحافظات اليمنية وشبه الجزيرة العربية والعالم العربي الإسلام أجمع باعتباره جهاداً في سبيل الله، وفي مقارعة الأعداء الظالمين، وتستنهض من خلال هذا الشعار كل الأمم لتستيقظ من حالة السبات والغفلة والخنوع.
وانطلاقاً من المشروع القرآني العظيم، ودروس من هدي القرآن الكريم، يمكن القول أن شعار الصرخة (اللهُ أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود – النصر للإسْلَام) يأتي من واقع الشعور بالمسؤولية أمام الله، في ظل واقعٍ سيءٍ ومريرٍ ومُخزٍ ومُهِين تعيشه الأمة العربية والإسلامية، ووضعيةٍ مهينة خضع فيها المسلمين لهيمنةٍ مطلقةٍ لأمريكا وإسرائيل، فكانت من أبرز نتائج هذه الهيمنة مسخ هوية الأُمَّـة، وطمس معالم دينها، والتأثير على أخلاقها، وأن تفقد الأُمَّـة استقلالها، وتخسر كرامتها أما الجبروت الأمريكي والإسرائيلي.
ولذلك يقدم الشهيد القائد هذا الشعار ضمن المشروع القرآني الثقافي النهضوي؛ لأنه المشروع الذي تحتاج إليه الأمة العربية والإسلامية في هذه المرحلة بالذات؛ كونها مازالت في حالة الاذلال والاستسلام والصمت وخدمة الأعداء، وإذا تحركت الامة من خلال هذا المشروع القرآني العظيم وذلك الشعار فستكون متنورة، وتحمل رؤية شاملة ومتكاملة، فتشخص الواقع وتتناول الأحداث وتدرك طبيعةَ الصراع وما تحتاج إليه في مواجهة هذا العدو، وتتمكن في نفس الوقت من إيجاد المعالجات الناجعة لنهضتها وخروجها من بوتقة الهيمنة والاذلال والتبعية، إذ يمثل الشعار والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية خطوةً عمليةً مهمة لمواجهة مشـروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق والإذعان لأمريكا وإسرائيل.
لقد حرص الشهيد القائد على ضرورة أن يصرخ أبناء الأمة بهذا الشعار وأن ينتشر في المناطق الأخرى؛ لأن من هذا التحـرك سيترك بلا شك سخطاً شعبياً شديداً ضد أعداء الأمة الحقيقين؛ لاسيما وأن للشعار والمقاطعة الاقتصادية مكاسب كثيرة، ومنها أن توفر حالة من السخط والعداء والمنعة الداخلية ستحمي شعوب الأمة في الداخل من العمالة والارتهان للأعداء؛ ذلك لأن البيئة المعادية والساخطة نادراً ما تتوفر فيها العمالة والخيانة ولا توجد فيها بشكل كبير، على العكس من البيئة الفارغة من أي نشاط مناهض وساخط للعدو والتي تكون بيئة مشجعة للكثير من عديمي الضمير والإنسانية والمبادئ والوطنية.
التعليقات مغلقة.